روائع مختارة | واحة الأسرة | نساء مؤمنات | نصرة الإسلام من دار الأرقم إلى الدُّور الآن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > نساء مؤمنات > نصرة الإسلام من دار الأرقم إلى الدُّور الآن


  نصرة الإسلام من دار الأرقم إلى الدُّور الآن
     عدد مرات المشاهدة: 1978        عدد مرات الإرسال: 0

قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} [الكهف:1] وقد تكفل سبحانه بحفظ كتابه العزيز قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الأنبياء:9].

وحين كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرك به لسانه ليعجل به طمأنه العليُّ القدير: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة:17].

وتلقاه الصحابة بالهمم العالية لتعلمه وتعليمه وتدبره، وتلقفته الأمة الإسلامية بكل أساليب الحفظ والتبليغ، فهو دستور حياتها، وللأرواح روح، داعين الله أن يشملهم حديث الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» متفق عليه.

والمسلمون أفرادًا وجماعات.. هيئات ومؤسسات.. دولًا وأقطارًا لا يألون جهدا في خدمة كتاب الله من طباعة للمصحف الشريف وتوزيعه، وطباعة الكثير من المصاحف الملحق بها أحكام التجويد التي تعين على القراءة الصحيحة، والمصاحف التي بها ترجمة المعاني باللغات المختلفة، كما تبارى القراء بأصواتهم البديعة في تسجيل الأشرطة والاسطوانات وتوزيعها، وتسابق الجميع في تحفيظ القرآن في المساجد وفي بعض المدارس في بعض الدول الإسلامية.

¤ نظرة على مميزات دور التحفيظ السعودية:

ومن النعم التي منَّ الله بها علينا أن أُنشأت دور لتحفيظ القرآن الكريم خاصة للنساء، وقد كانت لي تجربة شخصية مع هذه الدور، فمنذ حوالى عشرين عامًا وكنت متواجدة في المملكة العربية السعودية وسمعت بهذه الدور التي تحفظ فيها النساء كتاب الله ولم يكن لي دراية بها، بل كان كل ما أطمع فيه أن أتم حفظ القرآن الكريم على يد إحدى الحافظات الفضليات، فوفقني الله تعالى للإلتحاق بإحدى هذه الدور، وأبهرني ما وجدت من فضل الله وما شاء من توفيقه سبحانه في هذه الدور، وأخذ لساني وقلبي يلهجان بالدعاء للمقيمين عليها والمشرفين والداعمين، وكل من له سهم في إخراج هذا العمل للنور، ومما تميزت به هذه الدار:

1= أن المبنى كان مدرسة تأتي إليها الطالبات صباحًا ثم تبدأ فصول التحفيظ بعد نهاية اليوم الدراسي، وهذا يعني أن المكان موجود وأننا غير محتاجين لإعداد المكان وتجهيزه بل هو مكان متسع يسمح بإقامة أنشطة كثيرة بجانب العناية بتحفيظ القرآن.

2= تعدد الأنشطة: فمنها إقامة المسابقات الدينية الهادفة، والمحاضرات الدعوية التي تلقيها بعض الداعيات التي تحرص الدار على إستضافتهن.

3= الحرص على توزيع الجوائز والهدايا المفيدة من أشرطة علمية وكتيبات دعوية.

4= لكل فصل من الفصول الحق أن يقيم يومًا مفتوحًا كل أسبوع، تقدم فيه الطالبات بعض المنتجات اليدوية والأطعمة الوطنية، وتتبادل فيه معرفة عادات الشعوب الإسلامية المختلفة، وتذهب أرباح بيع هذه المنتوجات لصالح الدار.

5= تتميز تلك الدور بوجود مكان مخصص للأطفال الصغار -حضانة- يجدون فيها الرعاية الكاملة حتى تتمكن الأمهات طالبات كنّ أو معلمات من تعلم القرآن وتعليمه وهن في غاية الأمان والإطمئنان.

6= لا تقتصر هذه الدور على تعليم النساء بل هناك أيضا فصول لتعليم الصغيرات، فالمسلمة صغيرة كانت أم كبيرة تستطيع الإلتحاق بالدار وتجد لها المكان المناسب فيها.

7= المعلمات كُنَّ كشعلات من النور، ويقدمن قدوات حسنة في سلوكهن وأخلاقهن متأسيات بحال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد كان قرآنا يمشي على الأرض.

8= حققت هذه الدور الشعور بوحدة وتآلف المسلمات حيث يجمعهن كتاب الله، وتوحد بينهن العقيدة الصحيحة، رغم التباينات الدنيوية.

9= تضم الدار مسجدًا تجتمع فيه النساء لصلاة الجماعة.

10= الحرص على تكريم الخاتمات، وتحفيز الهمم لمن هن على طريق الختم.

هذه بعض الإيجابيات التي وعيتها من خلال كوني طالبة فيها، وكم تمنيت أن تعم هذه الخدمة بهذا التنظيم والفاعلية في بلدي وجميع بلاد المسلمين.

وعندما عدت إلى وطني مصر وعلمت أن هناك تجربة وليدة لدار تحفيظ في الحى الذي أسكن فيه، سارعت إليها وقد منَّ الله عليَّ بإتمام حفظ القرآن لأعمل فيها معلمة وإدارية، فظهرت لي أشياء جديدة، وجوانب قوة ينبغي حمايتها، وأخرى ضعيفة يجب التخلص منها.

الكاتب: تهاني الشروني.

المصدر: موقع رسالة المرأة.